5:30 م

المستقبل....لماذا؟



 اترك المستقبل حتى يأتي
( أتي أمر الله فلا تستعجلوه) لا تستبق الأحداث أتريد إجهاض الحمل قبل النضج أن غدا مفقود لا حقيقة له ليس له وجود ولا لون فلماذا نشغل أنفسنا به ونتوجس من مصائبه ونهتم لحوادثه نتوقع كواثره ولا ندري هل يحلا بيننا وبينه أو نلقاه فإذا هو سرور وحبور المهم أنه في عالم الغيب لم يصل إلى الأرض بعد أن علينا أن لا نعبر جسرا حتى نأته ومن يدري لعلنا نقف قبل وصول الجسر أو لعل الجسر ينهار قبل وصونا وربما وصلنا الجسر ومررنا عليه بسلام أن إعطاء الذهن مساحة أوسع للتفكير في المستقبل وفتح كتاب الغيب ثم الاكتواء بالمزعجات المتوقعة ممقوت شرعا لأنه طول أمل وهو مذموم عقلا لأنه مصارعة للظل إن كثيرا من هذا العالم يتوقع في مستقبله الجوع والري والمرض والفقر والمصائب وهذا كله من مقررات مدارس الشيطان (الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء مغفرة منه فضلا)
 كثير هم الذين يبكون لأنهم سوف يجوعون غدا وسوف يمرضون بعد سنه وسوف ينتهي العالم بعد مائه عام إن الذي عمره مائة عام في يد غيره لا ينبغي له يراهن على على العدم والذي لا يدرى يموت لا يجوز له الاشتغال بشيء مفقود لا حقيقة له.
اترك غدا حتى يأتيك، لا تسال عن أخباره، لا تنتظر زحوفه،
 لأنك مشغول باليوم.
وان تجب هولاء يقترضون الهم نقدا ليقضوه نسيئة في يوم لم يشرق شمسه ولم ير النور، فحذار من طول الأمل.
                                                      د/ عائض القرنى

0 التعليقات: